أذاعت قناة “كان” الصهيونية تقريراً متلفزاً ظهر فيه سائق الراليات السابق القطري حمد السويدي للحديث عن منحوتة قام بإنجازها على شكل كأس العالم. قام السويدي بنشر التقرير على صفحته في انستقرام، حيث ظهر فيه مرحباً بالتواجد الصهيوني في قطر أثناء إقامة كأس العالم، معللاً بأن الخلاف بين إسرائيل وفلسطين يجب أن يوضع له حد. وسرعان ما قام بحذف المقطع جراء ردة فعل القطريين المنددة والمحتقرة لفعلته هذه.
مشاركة السويدي في هذا التقرير تعد عملاً تطبيعياً مداناً، ناهيكم عن توافق خطابه مع الخطابات الصهيونية الملتوية حول “السلام” المزعوم. فدوام الاحتلال لا يبرر أبداً القبول بالأمر الواقع كما وصفه السويدي، ولن يمسح التاريخ الأسود لهذا الكيان الغاصب ولن ينسينا الدماء التي أراقها والبطش الذي مارسه وما يزال بحق الشعب الفلسطيني. ما يريده السويدي وأمثاله في المنطقة، أن نتجاهل كشعوب عربية ومسلمة القضية الفلسطينية، أي أن نتنازل عن حقنا في المقاومة والكرامة والعيش الحر، أن نرضى بأن نكون استثناءً بين الأمم ونفتح ذراعينا لمن يغتصب أرضنا، ويهين مقدساتنا، ويعتدي على هويتنا.
إن المواقف الشعبية القطرية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني لن تزحزحها هذه الأصوات الناشزة. وهذا ما أكدته التنديدات المتواصلة من قبل الشارع القطري منذ نشر المقطع، حيث انبرى الجميع للتصدي والتنديد بهذا الفعل التطبيعي عبر وسم: #قطريون_ضد_التطبيع. تعد هذه المشاركة استفزازًا صريحًا للشعب القطري وتعدياً على ثوابته وقيمه، ونطالب بأن يحاسب حمد السويدي على هذا التبجح والتعدي الصريح على قوانين البلد التي ما زالت تدين التعامل مع هذا الكيان المجرم، ولإهانة السويدي الصريحة لقيم أهل قطر.
وبالرغم من الأسف الشديد الذي نشعر به حيال مشاركة القطري حمد السويدي في قناة صهيونية للترحيب بجنود الاحتلال في قطر، إلا أنها لحظة مهمة لتسليط الضوء على هامشية هذا النموذج، فحمد هو المثال الصارخ لاستثناء القاعدة. فالقاعدة الشعبية في قطر كانت وما زالت رافضة لأي محاولة للتطبيع، وما فعله حمد السويدي لا يلوث سوى صفحته، فالتاريخ والأجيال ستذكر أنه بينما كان الشارع القطري والعربي يطالب بأن تكون شارة قادة المنتخبات العربية المشاركة في مونديال قطر ٢٠٢٢ تحمل ألوان العلم الفلسطيني، شذ حمد السويدي عن مجتمعه ووطنه ودينه وهويته عندما اختار أن يطبع مع هذا الكيان الغاصب.
Leave a Reply