مشاركة الاحتلال في بطولة العالم لألعاب القوى الدوحة 2019

تستضيف الدوحة النسخة السابعة عشر من بطولة العالم لألعاب القوى خلال الفترة من 27 سبتمبر وحتى 6 أكتوبر 2019 في ملعب خليفة الدولي(١)، حيث يقام لأول مرة في الشرق الأوسط أكبر حدث رياضي تستضيفه المنطقة على الإطلاق، وسيشارك في البطولة أكثر من 213 دولة من حول العالم، بما في ذلك رياضيين ورياضيات يمثلون الكيان المحتل، بل وأن إحداهن في جيش الاحتلال، علاوة على المنصات الإعلامية المملوكة للاحتلال.

يمثل الوفد كل من ديانا فايزيمان (Diana Vaisman) وهايمرو آلامي (haimro alame) ولوناه جيمتاي سالبيتر (Lonah Chemtai Salpeter) ومارو تيفيري (Maru Teferi) وآدفها كوهين (Adva Cohen)، بالإضافة إلى المدرب، دان سالبيتر (Dan Salpeter) ومشاركة قناة KAN 11 كناقل للبطولة، وهي قناة تلفزيونية مملوكة لحكومة الاحتلال تديرها هيئة الإذاعة الإسرائيلية.

نحن في شباب قطر ضد التطبيع نرفض هذه الاستضافة وندرك أن استمرار هذه السلسلة المتعاقبة من أشكال التطبيع ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام هنالك تجاهل للاستنكار الشعبي المناهض للتطبيع، وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين في المحافل الرسمية والدولية على عدالة القضية الفلسطينية وإدانة جرائم الاحتلال إلا أنه سرعان ما يتم الوقوع في رجس التطبيع وعلى مراحل متعددة كان آخرها رفع علم الاحتلال وعزف نشيدهم الوطني في بطولة العالم للجمباز الفني المقامة في مارس الماضي من هذا العام.

وكما أكدنا سابقاً أن التطبيع لا يدعم شرعية الاحتلال ومبررات الاستيطان وحسب، بل هو مساهمة في تلميع صورة الاحتلال وتجاوز لجرائمه وأياَ كانت المبررات والحجج التي يسوقها البعض فإن مكتسبات الاحتلال من وراء هذه الاستضافات أكبر من أي مصلحة أخرى مرجوة، ذلك أن تزايد وتيرة التطبيع لازمها توسع في عمليات الاستيطان وتجاهل للداخل الفلسطيني. وعند الحديث عن القضية الفلسطينية فإن جوهر المشكلة هو وجود الاحتلال ذاته، وذلك على استيطان قائم على أساس إحلالي ونظام الفصل العنصري، مما يعني أن الهدف هو تحرير الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حق العودة وتقرير المصير.

إن مقاومة التطبيع اليوم باتت مسؤولية فردية وذلك بسبب عدم تفعيل قوانين المقاطعة وتراجع الموقف السياسي نحو مناهضة التطبيع. وعليه، تقع المسؤولية على عاتق كل فرد كان أو سيكون جزء من هذه البطولة أن يعلن موقفه من هذه المشاركة ما إذا أراد أن يكون جزء من هذا الحدث الذي يشهد فيه على ماراثون الاعتراف بشرعية الاحتلال وتغطية جرائمه بدعوى فصل الرياضة عن السياسة، فلا تكن الوسيلة التي تسعى من خلالها حكومة الاحتلال الظهور بمظهر الدولة الحضارية المتسامحة.

ولا يمكن فصل الرياضة عن السياسة خصوصاً فيما يتعلق بجرائم الاحتلال المستمرة، وبالرجوع إلى تقريرأعدته وكالة الأنباء الفلسطينية بعنوان “الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية”، فقد تعمدت السلطات منع وعرقلة تشييد البنية التحتية للمنشآت الرياضية، وتقوم بتدمير المنشآت القائمة، واقتحامها ومصادرة ممتلكاتها، وحظر ممارسة الأنشطة فيها، فضلًا عن استهداف حياة اللاعبين واعتقالهم، كما عملت على تقييد حركة انتقالهم وسفرهم، عن طريق التضييق على تنقلاتهم في المعابر والحجز على الأدوات والمعدات وفرض الرسوم عليها.

وبينما يشق لاعبي الاحتلال طريقهم إلى البطولة ليدنسوا أرض بلادنا فقد توالت المرات التي رفضت سلطات الاحتلال السماح للوفود الفلسطينية بالمشاركة، حيث تم منع الرياضيين الفلسطينيين من المشاركة في العديد من المحافل الرياضية كان أبرزها: ماراثون بغداد، البطولة العربية لاختراق الضاحية في تونس، البطولة الآسيوية لألعاب القوى في الدوحة في 2016، البطولة الآسيوية لاختراق الضاحية في المنامة، البطولة العربية لألعاب القوى للشباب في تلمسان الجزائرية، بالإضافة إلى إلغاء نهائي كأس فلسطين بعد منع الاحتلال سفر فريق من غزة.

إننا في مجموعة شباب قطر ضد التطبيع ومهما تكررت أشكال التطبيع نرفض أن تطأ أرض قطر ممثلي الكيان الصهيوني، ونرى أن هذه الاستضافات ليست إلا خطوات نحو تجاهل نضال الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات من الشهداء والأسرى وملايين اللاجئين في الشتات، ونناشد كافة المسؤولين المعنيين بالحد الأدنى من الالتزام بقوانين المقاطعة وذلك من أجل إنهاء الظلم الذي يلحق بالشعب الفلسطيني وانتزاع حقوقه.

(١) https://al-sharq.com/article/18/09/2019/تجهيزات-ضخمة-لأكبر-حدث-رياضي-بطولة-العالم-لألعاب-القوى-الدوحة-2019

150 150 QAYON

QAYON

مجموعة شباب قطر ضد التطبيع

All stories by : QAYON
3 تعليقات
  • شباب قطر ضد التطبيع تستنكر مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في بطولة بالدوحة – مقاطعة – Boycott4Pal

    […] المصدر: شباب قطر ضد التطبيع […]

  • خالد بن غانم الغانم

    ..

  • التطبيع الخفي: قطر واللعب بالمساحات الرمادية | متراس

    […] ومثالُ ذلك استضافة طاقم إعلامي له صفة رسمية ضمن الوفد الإسرائيلي المشارك في بطولة العالم لألعاب القوى … عام […]

Leave a Reply

Start Typing